أبرز الأخباربأقلامهم

لمعرفة مصير غزة… إبحثوا عن مخطط قناة بن غوريون والتنقيب عن الغاز والنفط!

Almarsadonline

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

تعددت التكهنات والتحليلات بما يمكن ان يكون مصير غزة، لكن قلة قليلة ممن ذهبوا بعيداً في العمق الجيو سياسي حيث باتت تطفو على سطح المشاريع التجارية والسياسية والجغرافية ما جعل ازمة غزة نقطة في بحر التحولات الكبرى التي ترسم في المنطقة من الفرات الى النيل، والتي تجسد صناعة إسرائيل كبرى يعمل لاجلها اليهود ولو دفعوا تضحيات من أجلها آلآف القتلى والجرحى.
فمن يراقب الشروع في بناء قناة ” بن غوريون” التي تثير ذهول المصريين والاردنيين على السواء، والتي ستوفر مدخولاً سنوياً لاسرائيل قدّر بعشرة مليارات دولار
ومن يراقب التسوية التي حصلت بموضوع جزيرة تيران حيث تنازلت عن ملكيتها مصر للمملكة العربية السعودية
ومن يراقب استخراج الدولة العبرية النفط والغاز من اثني عشر بئر في مياهها الاقليمية
ومن يراقب تفاهمات التطبيع الثنائية مع الدول العربية
ومن يراقب مسارعة اسرائيل الى ترسيم الحدود البحرية مع لبنان
ومن يراقب مد اسرائيل انابيب للغاز الى اوروبا بطول ١٨٠٠ كلم
ومن يراقب تإلق مرفأ حيفا بعد تفجير مرفأ بيروت وتدميره وجعله معبراً رئيسياً على طريق الحرير بين الهند واوروبا
يدرك جيداً ان كل ما تصبو اليه اسرائيل الاطاحة بكل ( العوائق) في قاموسها كغزة التي تعتبرها شوكة في خاصرتها، لان قناة بن غوريون سوف يتم حفرها على حدودها، وفي ظل مقاومة حماس والجهاد الشرسة لها لا يمكن ان تتعايش قناة اقتصادية مزدهرة تمر عبرها ناقلات عملاقة بسلام وامان الا بعد تعديل على الجغرافيا واحداث ” ترانسفير” ينقل خلاله الغزاويون الى سيناء او مصر، وها نحن نشهد البداية.
واذا كان اسرائيل ضحت بالف قتيل او أكثر، فان تلك التضحية تشبه بتضحية الاميريكيين في ١١ أيلول ،لكونها كانت شرارة التدخلات في دول الشرق الاوسط قبل السيطرة على بعض أجزائه.

قناة “بن غوريون” الإسرائيلية.. تفاصيل عن المشروع وحديث عن المخاوف!

.

وبالعودة الى قناة بن غوريون فأن الإعلان الإسرائيلي بشأن بدء العمل فيه ، المنافسة لقناة السويس، أثار “جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة، خصوصا بالنسبة للأردن، إذ ستكون القناة الإسرائيلية المزمع البدء بها قريبة من الحدود البحرية الأردنية”.

وقد سبق وأفاد في هذا السياق الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش بأن افتتاح هذه القناة “سيكون أمرا محرجا للدولة الأردنية، وذلك كونه باعتبارات المصلحة سيكون أفضل للأردن، غير انه باعتبارات سياسية وعربية فسيكون له كلفة عالية على الأردن، متوقعا أن لا يستخدم الأردن القناة -في المرحلة الأولى على الأقل- تجنبا للإحراج مع مصر”.

ورأى الخبير في تصريحه أن “المشروع ربما يكون سيكون له مخاطر عالية على الأمن القومي العربي والأردن”، لافتا إلى أن المملكة ستجد نفسها “أمام حالة مستفزة من النشاط الإسرائيلي في منطقة قريبة من حدوده البحرية، وربما يعطل مشاريع أردنية مثل مشروع ناقل البحرين”.

وأعرب عايش عن مخاوفه “من أن يكون مشروع القناة شبيها بمطار رامون، وأن يكون جزءا من صفقة القرن التي يعاد إنتاجها مع عودة نتنياهو، مضيفا أن اسرائيل تفرض أمرا واقعا دون اخذ أي اعتبار لاتفاقيات السلام ومصالح الأطراف العربية”.

ومضى في هذا السياق قائلا إن مشروع قناة بن غوريون ريما يكون “مقدمة لمشاريع أكبر مثل مد أنابيب عبر الاردن أو بطريق محاذي للأردن، وذلك لمد أوروبا بالنفط والغاز”.

وكانت “إسرائيل” قد أعلنت مؤخرا بدء العمل في قناة بن غوريون، وهي بديلة لقناة السويس، وكان أعلن عنها قبل عامين، فيما يرجح أن تبدأ عمليات بنائها في غضون شهرين من الآن.

وقبل عامين تحدثت تقارير عبرية أن السلطات الإسرائيلية تخطط لإنشاء قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، فيما أوضح مهندسون إسرائيليون أن قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط​​، ستكون منافسة لقناة السويس، وذلك لأن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ​​ليست طويلة، وهي بالضبط ذاتها في قناة السويس.

ونقل عن مصادر أن إسرائيل إذا قامت ببناء القناة من إيلات على البحر الأحمر إلى البحر المتوسط​​، فإنها ستقلص المسافة التي تمر بها السفن عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط.

وجرى التوضيح في هذا السياق من قبل هذه المصادر بأن القناة الإسرائيلية لن تبنى على شاكلة قناة السويس، الممر البحري الذي تبحر عبره السفن من اتجاه إلى آخر، وفي اليوم الثاني في الاتجاه المعاكس.

وستقوم إسرائيل بحفر قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط​​، والثانية من البحر المتوسط ​​إلى البحر الأحمر. وبالتالي لن تتأخر أي سفينة، في حين تستغرق السفن في قناة السويس فترة أسبوعين للمرور.

وتشير المصادر ذاتها إلى وجود ميزة أخرى تتمثل في طبيعة الأرض، حيث إنها صخرية وصلبة، وتتحمل أي ضغط دون أي تأثير على عكس قناة السويس، حيث طبيعة الارض رملية وتحتاج الى متابعة مستمرة.

كما أشير إلى أن إسرائيل تنوي بناء مدن صغيرة وفنادق ومطاعم وملاهي ليلية على القناة التي ستبنيها، والتي ستطلق عليها اسم “قناة بن غوريون”.
في المحصلة،
انها الجغرافيا،
انه التاريخ،
انها الوقائع الجيو سياسية التي تتحكم بمصير الدول،
انها المصالح الكبرى التي ترسم تحالفات الدول مع بعضها البعض،
هذا ما ينتج الحروب ومصائر الشعوب،
يوم اعلن في العام ٢٠٠٨ عن شرق اوسط جديد، قلة ما تطلعوا الى النفط والغاز والخيرات وحفر القنوات ورسم الخرائط الاقتصادية والمالية والاقتصادية وحتى التدميرية لأهداف محددة. اليوم يجيب الفاعلون عن هذا السؤال الذي طالما شغل بال رؤساد ومحللين وشعوباً…
اتانا الجواب من غزة تحديداً، على امتار من قناة عملاقة وآبار للنفط والغاز عملاقة ايضاًَ تنتج المليارات….
وهذه المشاريع العملاقة تتطلب استقراراً، كان على حساب حقوق الشعوب والاوطان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى